تصرف بحب 9

هنا مبين معني اننا نمارس الحب او نتصرف بحب فى موقف بسيط لكن ترك أثر كبير ...

بريني كان عندها محاضرة مهمه جدا هيحاضر فيها خبراء كبار و هي اول مره ليها و فرصة كبير بالنسبالها.

لما معاد المحاضرة قرّب.... لقِت نفسها متوترة علي الاخر و حاسه بالفشل و عايزه تعتذر و مش لاقيه حاجه تقولها

...

ستيف جوزها سألها هتعملي ايه في المحاضرة ..

قالتله انها عايزه تعتذر و خايفه يحصل فيه زي الي حصل معاها في محاضرة من ٥ سنين .. ..

فقالها ايه الي حصل ؟! و ليه عمرك مقولتيلي !

قالتله مقدرتش اقولك في وقتها لأنه كان هيزيد الامور سوءا و انا مكانش عندي اي استعداد اتكلم فيه.... و قامت وقفت عشان تنسحب مكانتش عايزه تدخل فى شجار ..

ستيف مسك ايدهها بحب و قعدها و قرب منها ...

قالها " مش احنا بنحكي لبعض المواقف الصعبه ؟ .. مش لما بتحكي الموقف الصعب بيقلل من ضغطه علينا ؟

فحكتله :

من 5 سنين كانت هتلقى كلمه فى زى حفلة او ندوة لناس اصحاب شركات و اعمال ...كانت متحمسه عشان اول مره هتدى محاضرة لناس مش اكادميين و لا باحثين ...

لما وصلت و اتكلمت مع المنظِمه و ادتها التعريف بتاعها ...

المنظِمه انزعجت لما عرفت انها باحثه في الخجل و الخوف الاحساس بنقط الضعف! :@ .....

قالتلها اييه ده !! انا إتقالى إنك بتعملى ابحاث عن ازاى الواحد يكون اكثر مرحاً و سعاده و ازاى يبقى عندنا اتصال و معنى لحياتنا !

برينى قالتلها : انا مش بعمل ابحاث عن كده بظبط لكن اعرف عنها من خلال ابحاثى ... انا ببحث فى الاشياء الى بتقف فى طريق وصولنا للسعادة و الراحه.

لقيتها سابتنى و مشيت منغير ما تنطق ولا كلمة.

رجعت بعد 5 دقائق كده .. بصتلى جامد و قالت :

اولا : انتى مش هتتكلمى عن الحجات الى بتقف فى طريق السعاده - انتى هتتكلمى فقط عن ايه هو طريق السعاده - الناس عايزه تسمع الطريق مش عايزه تسمع ايه الى واقف فى الطريق .

ثانيا: متجيبيش سيرة كلمة " خجل و لا خوف " الناس هتكون بتاكل !!

ثالثا: الناس عايزه تتبسط و ترتاح -- بس كده --خلى حوارك مريح و مبهج !!

برينى متسمره فى مكانها و مبحلقه !! مش عارفه تستوعب الى بيحصل !! ..السِت قالتلها "اوك" - "تمام" و مشيت

طلعت برينى علي المنصه مشوشه تماما و لا عرفت تقول حاجه ، اعدت تقولهم السعاده كويسه ، المرح جميل ... لمدة ربع ساعه ........... من اسوأ المحاضرات الي قالتها في حياتها !

ستيف .. وشه كله اتكرمش فى بعضه .. .. يعني ...ريقه نشف !! بتقول هو اصلا مبيحبش المحاضرات العامه خالص من اساسها ...

بس بريني حست لما حكت الموضوع انها احسن بكتير .... كأنها فهمت بس دلوقتى فى ايه بظبط

قالت لنفسها انا باحثه في الحجات الي بتعوق السعاده مش ايه هو طريق سعداء ... و من ابحاثى شوفت دلائل كتير ان " الكلام عن طريق السعاده لا يمكن يبقى فعال و لا يجيب نتيجه منغير ما نتكلم عن ايه الى واقف فى طريقنا " ... لكن احنا مش عايزين نواجه المشاكل المزعجه بجد , احنا عايزين ليستة السعاده السريعة ...

كنت اتمنى يبقى ده الحل -- ليستة سعادة و خطوات نمشي عليها و بس --- لكن للاسف ده مش هيحل حاجه .. احنا مش هنتغير, مش هننموا, مش هنتقدم منغير ما نبذل مجهود .... اذا احنا فعلا عايزين نعيش حياه سعيده و نرتاح لازم نناقش و نتكلم فى الحجات الى واقفه فى طريقنا .

بتقول برينى : "لحد ما حكيت الى حصل معايا و فهمت الحكايه , كنت سايبه عدم قدرتى على انى ادى نصايح و اعمل ليستة السعاده يقف فى طريق احساسى باستحقاقى كباحثة محترفه .... اكشتافى للنقطه المظلمه خلانى اشوف النور على الحاجه الصح "

ثقتها فى نفسها و ابحاثها رجعت و عرفت تتصرف ازاي و فعلا قامت جهزت للمحاضرة .... و بعدها اتصلوا بيها و هنوها ان بعد مراجعه رأي الناس ... المحاضرة بتاعتها كانت من اعلي محاضرتين فى التقييم ....

في كذا نقطه فكرت فيهم...

اولهم: تصرف ستيف معاها .. قمة التصرف بحب و احتواء .....

بدل ما يقولها ، مقولتليش ليه ... خبيتي عليا كل ده ، او ليه مش عايزاني ابقي جنبك، او مبتثقيش فيا.....

لا هو حسسها ان عايزها تحكيله عشان هي لما تحكي تبقي كويسه .... خاصة و هى فى حاله معنويات منخفضه و توتر ...

كلام بسيط بيفرق ... ممكن نكون من جوانا قصدينه بس مش عارفين نعبر عنه او مكابرين نعبر عنه , او لاننا ديما بنبص للجانب السلبى .

بيفكرنى بكذا حاجه شائعه فى العلاقه -- صغيره اوى بس مهمه جدا ..

مثلا :

فى البيت الاب و الام ... بيحولوا قلقهم لغضب ... بدل ما يعبروا عن قلقهم و يحسسوا ابنهم ان فى حد مهتم بيه و قلقان عشانه .. قلقهم بيتحول لغضب و بالتالى الابن بيحس ان مقيد الحريه ..... و يفكر ييييه هما كل مره ينكدو عليا ...حتى برغم انه عارف من جواه ان الغضب من قلقهم

اكيد كلنا اتعرضنا لموقف زى ده..

بس انا كمان اتصرف بحب و طالما انا عارف ان فى حد بيقلق عليا يبقى لازم اطمنه .. لازم اتحمل مسؤلية دورى فى العلاقة

________________

الراجل اتأخر فى الشغل

بدل ميلاقى حد يهون عليه ..

لا

اتأخرت لييييييه - هو الشغل ده اهم منى .. اعد بتعمل ايه كل ده ..

- الواحد يبقى اصلا خارج من الشغل قرفان و تعبان - و يلاقى صاروخ ضرب فى وشه يخليه يكره الشغل و يكره بره الشغل و مش حاسس بتقدير من كل جهة

( نصيحة برده : بلاش تخلى الشغل ياخد من وقتك و حياتك عشان متلاقيش نفسك فى الاخر متجوز الشغل و عايش مع الشغل و خسران حبيبتك و بيتك )

الحل مش فى العصبيه لانها بتبعد اكتر ... الحل فى الحوار اللي فيه احترام و الصبر ....

نقف وقفه و نسأل هو احنا عايزين ايه بجد .... انا متعصب لانى بحبها و لا متعصب لانى انا مضايق من حاجه تانيه و لا حسيت انى ثقتى فى سيطرتى اتهزت و لا مبقتش واثق من حبها ؟؟؟

اعرف الاجابه و اتصرف على اساسها ....

طب لو نسينا ... ممكن نعتذر ؟ و نحاول بجد منعملهاش تانى ؟....

هتقول اشمعنا هى متستحملنيش شويه او هو ميستحملنيش شويه ...............

احكيله انتى بتتصرفى كده ليه او اطلبى منه يساعدك تعرفى انتى بتتصرفى كده ليه و اطلبى منه يستحمل ... بس بطريقة منطقيه ..

لما نبقى صريحين مع نفسنا .. و فاهمين احنا بنتصرف كده ليه و طلباتنا منطقيه .. مش جدال و خلاص .. الدنيا هتبقى اسهل

الحب مش هيطلع و يمشى كده لوحده..

ده المقصود بكلمة نتصرف بحب --- مش نحب بس و ندخل فى علاقه نحطلها قوانين و نمشي عليها و خلاص ...

انا عارفه الدنيا بتاخدنا و اكتر واحد بنتخانق معاه هو الشخص الى انت بتحبه .... لانك بتبقى دائما متوقع ان هو الى يستحمل و هو الى يشيل عنك ..... بس بكلمات مش صعبه خالص نقدر نخلى الحب دائما صاحى و عايش معانا و مستمتعين بيه .....

كل فترة اقف بينك و بين نفسك .. مش انا بحب الشخص ده ... طب انا زعلته فكذا و كذا هعتذرله و هحاول معملهاش تانى ....

ثانى حاجه :

برينى قالت كلمه حلوه

قالت منقدرش نمشى على روشتة السعاده منغير منتكلم و نحكى و نفهم كويس اوى فى ايه الى واقف فى طريقها

و ده مش معناه اننا نعد نشتكى و نعيد و نزيد فى الشكوى --- لا معناه اننا ندور بجد على السبب الحقيقي جوانا -- السبب الرئيسي -- الى بيبقى راجع للعناصر الاساسية لشخصية البنى ادم ----

" مثال" : حد بيشتكى من قلة الفلوس

السبب الحقيقي " هل لان هو احتياجاته اكبر من امكانياته ؟ "

و لا لانه مش حاسس انه راضي

و لا فى حاجه تانيه ناقصه اكتر لكن بيحاول يعوض عنها بالماديات

لازم افهم السبب الحقيقى

الدنيا قفلت فى وشى اسأل حد متخصص --- مفيش حاجه ملهاش حل

ادور على السبب الحقيقي جوايا ... و اتحمل مسؤليتى فى نجاح العلاقه ...... مش اسقط اخطائي على الاخرين او اعد اشتكى و ادافع عشان اطلع نفسي انا الى بعانى و انا الصح و مليش ذنب .... او استسلم و خلاص انا كده و هما كده و خلاص ..

ثالث حاجه :

ساعات بنبقى مش فاهمين مالنا و الحاجه الضعيفه فينا مخليانا مش شايفين الحاجه الكويسه و مخليانا مش عارفين نظهر حقيقة نفسنا --- لازم نقبل نقط ضعفنا زى نقط قوتنا بظبط و نتحرك بكل حاجه جوانا بثقه .!!

هى مكانتش فاهمه هى ايه الى ضيع ثقتها فى نفسها مع انها عارفه انها شاطره و باحثه .... الا لما حكت و فهمت ايه الى كان مضايقها بظبط ...

الحجات دى كلها تافهه و بتعدى.. بس حاجه تافهه فوق حاجه تافهه بنلاقى نفسنا مش عايشين سعداء ..

لو نقدر ناخد بالنا منها هنبقى مرتاحين اكتر

from :

Book: The gifts of imperfection

Author: Brene Brown